الجمعة، 26 سبتمبر 2008

دفتري القديم وقطرات المطر

دفتري القديم ......وقطرات المطر.....




اعود لمنزلي في كل مساء متلهفا للوصول لشرفتي -استقر في نفس المكان - حيث كنا نختلس النظرات في الخفاء

ينتظرني الشوق و مقعدي حيث عليه طوال العمر انتظرك - تتساقط قطرات المطر بغزاره وكأن السماء تبكي عشيقا طال انتظاره

اتناول بيدي دفتري القديم حيث تبادلنا فيه النثر والرسم - ارفع عيني لشرفتك - لا اجدك - اعود لدفتري متاملا - متألما

اقلب صفحاته وكأني اقلب سنيني - اتصفح ايام عمري - تشتاق عيني لتمر علي كل كلمه خطها قلمك - تنطوي الساعات

وفي احدي الصفحات تستقر عيني لتسكن بين سطور فاض بها قلمك منذ سنوات - تأبي الرحيل - تناشدني الانتظار هنا قليلا

اتنفس عطرك - يذوب عقلي - يتلاشي الكون من حولي - تتموج سطور الدفتر كصفحه غدير عكر صفوه قارب الذكري عند المرور - رويدا تتلاشي السطور - يخفت صوت الامطار

يسود المكان هدوء جميل لا يتخلله الا زقزقه عصافير الفجر الصغيره - يرن جرس الهاتف بجواري - اتذكر حين دخلت لم يكن بالشرفه

لم اكترث كثيرا لما جال بخاطري - تمتد يدي نحو السماعه وتعتلي شفتي ابتسامه حانيه - جزء مني يعلم من المتصل - ارفع السماعه نحو اذني انطق دونما اي تفكير

(وحشتيني) - تخرج الكلمه دون تحضير بل دون اي اراده مني وكانها تنتظر مجرد الخروج من فمي او سمعتها بعقلي اسقط في حيره

قبل ان افيق من حيرتي اسمع من الطرف الاخر صوتا هامسا يقول (بحبك) تقذفني الكلمه لبئر اعمق فانا اعرف جيدا هذا الصوت

اعود وانصت ( بحبك قوي ) هي - اقسم انها هي - هممت لانطق هذه المره بملئ ارادتي - هل حقا انتـ......؟ !!-

قبل ان اكمل سؤالي اسمع خربشات متقطعه - ارتبك - اتوتر - الو - الووو - الوووو - يرتفع صوت الخربشات ويستمر برتابه ويعلوا تدريجيا ليبلل يدي -

نعم هي خربشات المطر تتساقط علي يدي الممسكه بدفتري والصوت لارتطامها بصفحات الدفتر الذي احتل مكان السماعه التي كانت في يدي منذ لحظات

تعود السماء لبكائها - وكل شئ لواقعه الحزين

ادرك الحقيقه - حلم صغير - تتسع الابتسامه علي شفتي -

واعود لاقلب في صفحات الدفتر الذي اذابته امطار اخري

لم تكن تبكيها السماء







مجروح

ليست هناك تعليقات: